التکييف الفقهى للشيک ( دراسة مقارنة )

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

إنه مما لا شک فيه أن الشيک يمثل أهمية قصوي في المعاملات التجارية ، حيث يعتبر أکثر أنواع الأوراق التجارية شيوعاً في التعامل بين التجار لتسوية الديون الناشئة عن المعاملات التجارية باعتباره يقوم مقام النقود في الوفاء بالديون في البيئة التجارية ، ويعتبر الوفاء به أمراً طبيعياً کالوفاء بالنقود ، وذلک أمر لا غنى عنه لعمليات التجارة التي تقوم علي السرعة والثقة بين التجار ، ونظراً لهذه الأهمية لم يعد التعامل به قاصراً علي التجار في البيئة التجارية ، إذ أصبح يستخدم في غير المعاملات التجارية - أي في البيئة المدنية أيضاً - ، وعلي نطاق واسع ، وبات يستخدمه الکثير من غير التجار في تلبية احتياجاته وقضاء مصالحه ، - باعتباره يقوم مقام النقود في الوفاء بالديون - ، وأضحت حاجة الکثير من الناس إليه ماسة وضرورتهم إليها داعية، وقد تعاظمت هذه الأهمية في عصرنا بعد أن أصبح الشيک يؤدي دوراً حيوياً بين عمليات البنوک ، وعلي وجه الخصوص فيما يتعلق بسحب النقود وتحويلها وتنفيذ عقود الصرف الخارجية ، مع ازدياد مخاطر السرقة والضياع التي يتعرض لها الأفراد ، إذا ما اضطروا إلي حمل مبالغ کبيرة من النقود للوفاء بالتزاماتهم المالية ، فضلاً عن أن استعماله - أي الشيک - کأداة وفاء تقوم مقام النقود يقلل من حجم هذه المخاطر ، وذلک من شأنه أن يشجع الأفراد علي إيداع أموالهم في البنوک مما يزيد فرص استثمار هذه الأموال في المشروعات الإنتاجية والتنموية التي تساعد في نهوض الاقتصاد القومي ، وخاصة بعد أن أدي تطور مناحي الحياة وتشعب حاجات الناس إلي ظهور أنواع متعددة له لتلبية حاجاتهم وقضاء مصالحهم في البيئتين التجارية والمدنية ، وأضحت تستخدم هذه الأنواع في حياتنا المعاصرة علي نطاق واسع ليس في نطاق العلاقات الداخلية فحسب بل وفي  نطاق العلاقات الخارجية کذلک ، سيما بعد أن غدا يتمتع بالحماية الجنائية في جميع التشريعات الوضعية ، حيث أحاطه المشرع – في کل دول العالم – بالحماية الجنائية دون غيره من الأوراق التجارية ، مما جعل هناک أهمية بالغة إلي بيان التکييف الفقهي له بأنواعه المتعددة بجلاء ووضوح لمعرفة حکمه الشرعي ، أي مدي جوازه في الشرع من عدمه ، حتى يکون أبناء الأمة الإسلامية على بينة من أمره ، ويتضح لهم حقيقته بأنواعه المتعددة ، وما يحل لهم منها فيتعاملون به ويلزموه ، وما يحرم عليهم منها فينتهون عنه ويترکوه ، فيسعد بهذا الامتثال لشرع الله الفرد والمجتمع ، وتنهض أمتنا الإسلامية وتتقدم وترتقي بالتزامها لشرع الله فى کل مناحي الحياة .
لذا فقد استخرت الله العظيم ، وعقدت العزم على الکتابة في هذا الموضوع ، بعد أن زادت أهمية الشيک بأنواعه المتعددة فى الآونة الأخيرة من عصرنا الحاضر ، داعياً إياه أن يرزقني الإخلاص فيه ، وراجياً منه القبول .