النتيجة المحتملة وموقعها من الاثم الجنائي ( دراسة مقارنة )

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ القانون الجنائي المشارک جامعة الأزهر - غزة

المستخلص

موضوع الدراسة وأهميته:
تعد فکرة النتيجة المحتملة إحدى مشکلات التفکير الإنساني لکونها تعتمد على الخبرة الإنسانية وإعمال العقل، وفي مجال القانون أثارت هذه الفکرة ولا تزال جدلاً واسعاً في الفقه وتضاربت بشأنها أحکام القضاء، ويرجع ذلک إلى أن هذه الفکرة تقوم على افتراض توقع الجاني للنتيجة باعتبارها محتملة الوقوع، فالوضع الغالب، والصورة الواضحة للرکن المعنوي في صورته القصدية أن يتوقع الجاني النتيجة مع القبول بها، وفي صورته غير القصدية أن يتوقعها ولا يقبل بها، أما انه لا يتوقعها حقيقة، ومع ذلک تتحقق مسئوليته بشأنها، فهذا الوضع جعل المسئولية عن النتيجة المحتملة محل جدل واختلاف واسع النطاق سواء على مستوى التشريع أو القضاء أو الفقه.
وقد أثارت فکرة النتيجة المحتملة جدلا حول موقعها من الاثم الجنائي ولذلک يعد هذا الموضوع من الموضوعات الدقيقة  التي تکتسب أهمية خاصة في مجال البحث العلمي وتکاد تکون الدراسات في هذا الموضوع نادرة، وبالتحديد في مجال القانون الفلسطيني، فلم نجد أي دراسة تعرضت لفکرة النتيجة المحتملة المنصوص عليها بالمادة (24) من قانون العقوبات رقم 74 لسنة 1936، علماً بأن هذا الموضوع ليس من الموضوعات النظرية المحضة، فالتطبيق القضائي يتعرض کثيراً لفکرة النتيجة المحتملة وخاصة في جرائم القتل الذي يطرأ اثناء السرقة من بيوت السکن.