الحماية الدستورية الحق الإنسان في التنمية الشاملة المستدامة دراسة مع إشارة خاصة لرؤية مصر والسعودية 2030

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

استاذ مساعد بقسم القانون العام کلية الحقوق – جامعة أســيوط أستاذ مشارک بکلية الحقوق جامعة الملک عبد العزيز

المستخلص

الانسان منذ وجوده يسعى إلى تحقق إنسانيته، وذلک بالعيش في حياة کريمة، وهو الأمر الذي جعله في صراع دائم ومتواصل ومستمر مع الطبيعة محاولا تذليلها وإخضاعها لمشيئته ولمقتضيات استمراره وتطوره وإزدهاره، وتحقيق ذلک يتطلب المعرفة والخبرة، فقد ثبت أنه کلما ازدادت معرفة الإنسان وخبراته کلما فتحت له الطبيعة ذراعيها فيغتني بکنوزها وثرواتها التي لا حدود لها، وهذا ما يمثل في حقيقة الأمر نواة مولد ظاهرة التنمية le développement .
وبذلک فأنه يمکن القول أن قضية التنمية هي قضية قديمة قدم نشأة البشرية عُرفت منذ وجد الانسان، إلا أن الاهتمام ببحثها وتأصيلها يعد حديثا نسبيا، وقد کانت البداية منذ قرابة قرنين من الزمان عندما عالج " آدم سميث " قضية التنمية الاقتصادية في کتابه الشهير المعنوان " ثروة الأمم " ([1]).
ومع مطلع القرن العشرين أزداد الاهتمام بقضية التنمية، وذلک نتيجة اتساع الفجوة في مستوى المعيشة بين الدول وبعضها البعض، وبين المواطنين من ذات الدولة الواحدة. والتنمية المنشودة ليس المقصود بها التنمية الاقتصادية فحسب، ولکنها التنمية الشاملة لکافة جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها.