معالم الحضارات في أصـول الفقه (العقيدة - التربية - الاقتصاد - السياسة) "دراسة تأصيلية"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس أصول الفقه والتشريع الإسلامي کلية الحقوق – جامعة الزقازيق

المستخلص

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام حضارة العالمين، سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وأصحابه والتابعين، وبعد ...
إن علم أصول الفقه هو علم هذا العصر، وقد غدت الحاجة إليه الآن أکثر من ذي قبل؛ حيث کثرت المستجدات والوقائع في المتغيِّرات، وزاد التشغيب والتشکيک في الثوابت والقطعيات، وشاع التقليد وسادت الفوضى في الإفتاء، وکثر الخلط والزلل في الکشف عن مراد الله تعالى في بيان الأحکام، وکل ذلک حقيق بإنجاعه علم أصول الفقه.
وهو-کما قال الشيخ مصطفى عبدالرازق- آية العبقرية العربية، وهو أدل على فکرنا وأصالة بحثنا من الفلسفة الإسلامية؛ لأنه نتاج إسلامى خالص رائع، لکن واقعه اليوم مختلف؛فقد أمسى –في أغلب الدراسات- علمًا أثريًّا هامدًا يحفل بالأقوال والمناقشات الحرفية، وأضحى کثير من الدراسات الأصولية المعاصرة، والدراسات الجادة المجددة قليلًا نادرًا، لهذا تعالت الدعوات إلى تجديد علم أصول الفقه، وتعددت الندوات والمؤتمرات المخصصة لذلک، وقد جدّد الشاطبى منهجه فى [الموافقات]، کما کان لبعض المذاهب الفقهية قواعد أصولية جديرة بالحفاوة! ولکن ذلک کله مهجور فى جلّالدراسات الأصولية، والمادة العلمية لا تعدو التلخيص أو التمطيط، والاطلاع النظرى على ماخلفه الماضون رحمهم الله( [1]).