القتل بدافع الشفقه فى الفقه الإسلامى والقانون الوضعى " دراسة مقارنه "

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ الفقه المقارن المشارک بجامعتى الأزهر والجامعة الخليجية مملکة البحرين ورئيس قسم القانون الخاص - بکلية القانون

المستخلص

بسم الله الرحمن الرحيم
(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْکِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا قَيِّماً لِّيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً )  ([1])
       الحمد لله ألذي خلق خلفه أطوارا ، وصرفهم في أطوار التخليق کيف شاء عزة واقتدارا ، وأرسل رسله إلى المکلفين إعذارا منه وإنذارا ، فأتم بهم على من اتبع سبيلهم نعمته السابغة ، وأقام بهم على من خالف مناهجهم حجته البالغة ، فنصب الدليل ، وأنار السبيل ، وأزاح العلل وقطع المعاذير .
والصلاة والسلام على المبعوث بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ، فأوضح الدلالة ، وأزاح الجهالة ، محمد سيد المرسلين ، وإمام المتقين ، وعلى آله الأبرار ، وأصحابه المصطفين الأخيار .
وبعد .
        فإنه لا علم بعد العلم بالله وصفاته ، أشرف من علم الفقه ، وهو المسمى    :" بعلم الحلال والحرام ، وعلم الشرائع والأحکام ، له بعث الرسل وأنزل الکتب ، إذ لا سبيل إلى معرفته بالعقل المحض ، دون معونة السمع .
          لذا فإن الحق سبحانه وتعالى ، بين في کتابه على لسان نبيه محمد  e   کل ما خفي حکمه وأشکل على الناس معرفته وبيانه ، وصدق الله العظيم إذ يقول  :" وَنَزَّلْنَا عَلَيْکَ الْکِتَابَ تِبْيَاناً لِّکُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ " ([2]).ويقول أيضا  : " مَّا فَرَّطْنَا فِي الکِتَابِ مِن شَيْءٍ " ([3])
          ومن ثم فکل ما يحدث للناس من أمور ، وما يستجد لهم من عوارض وأحداث ، فإن لها حکما في کتاب الله عز وجل وسنة نبيه محمدe  يعرفه أهل العلم والاختصاص من الفقهاء ، ليکشفوا بذلک عن حکم الله عز وجل فيما يستجد من قضايا وأحداث في المجتمع .