جرائم تقنيات الذكاء الاصطناعي والشخصيَّة القانونيَّة الإلكترونيَّة المستقلَّة (دراسة مقارنة)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

كلية الحقوق جامعة المنصورة

المستخلص

تهدف الورقة البحثية إلى تسليط الضوء علي تأثير استخدام الذكاء الاصطناعي على ارتكاب الجرائم، فقد حقق التطور التقني المعلوماتي قفزات نوعية، وأحدث تغييرات إيجابية على المستويين الدولي والإقليمي. إنَّ التطوُّرَ التكنولوجيَّ والمعلوماتيَّ المُتلاحق جعل الإنسانَ ينتقلُ بسرعةٍ عاليةٍ من عصر (IT)؛ أي عصر تكنولوجيا المعلومات الذي يرتكب من خلالها المُجرم الجريمةَ باستخدام الكمبيوتر، إلى عصر (DT)؛ أي عصر البيانات، وهي التي يتمُّ من خلال البرامج والمعلومات تحليلها من أجل ارتكاب جرائم البيانات، أمَّا الآن فننتقلُ إلى عصرٍ جديدٍ وهو AI)؛ أي عصر الذكاء الاصطناعيِّ، وهو عصر جرائم الذكاء الاصطناعي والروبوتات، بحيث تكون ظاهرةً إجراميَّةً جديدةً يقوم بارتكابها مجرمٌ من خلال أنظمة الذكاء الاصطناعيِّ والروبوتات؛ فما مدى إمكانيَّة تطبيق المسئوليَّة الجنائيَّة على تلك الجرائم؟ وهل يوجد تأثيرٌ للذكاء الاصطناعيِّ على تلك الجرائم؟ وهل يتم الاستفادة من تلك الأنظمة من أجل مساعدة الدول في تطوير أجهزتها لتحقيق العدالة الجنائية، ومنع هذه الجرائم. لذلك سارعت الكثير من الدول -ولا سيما المتقدمة – والدول العربية، لتَّصدي لتلك الظاهرة؛ وذلك بتشريع وسن القوانين التي تمنع من ارتكاب تلك الجرائم. ونتيجة لذلك يثور التساؤل عن مدي إمكانية المسئولية الجنائية عن أعمال الذكاء الاصطناعي وهل يتحمل المبرمج أو المنتج للذكاء الاصطناعي أو الغير المسئولية الجنائية عن أعمال الذكاء الاصطناعي أم يمكن أن يكون للذكاء الاصطناعي شخصية قانونية مستقلة كنوع جديد يطلق عليها الشخصية القانونية الإلكترونية يتحمل بناءً عليها الروبوتات والذكاء الاصطناعي المسئولية. وفي هذه الحالة يثور التساؤل حول نوعية الجزاء الجنائي الذي يتصور توقعيه والذي يتلاءم مع هذه الشخصية القانونية الجديدة للذكاء الاصطناعي.  في ضوء ذلك سيتم استعراض هذه الدراسة من خلال مبحثين ونتبعُ المنهجَ الوصفيَّ التحليليَّ المقارن من خلال التعرُّف على كلٍّ من الذكاء الاصطناعيِّ والجرائم الإلكترونيَّة، وطبيعتها، وخصائصها، وصورها، وعلاقتها بالذكاء الاصطناعيِّ وكيفيَّة الاستفادة منه؛ وكذا تحليل كيفيَّة مدى المسئوليَّة الجنائيَّة لجرائم استخداماته وعقوبتها، في ضوء نظرية جديده تحدد لها شخصية قانونية إلكترونية على غرار المسئولية عن أعمال الأشخاص الاعتبارية، إضافةً إلى الاستعانة بالمنهج المقارن ببعض الدول المتقدِّمة في تطوير تشريعاتها.

الكلمات الرئيسية