العناقيد الصناعية كاستراتيجية لتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة (دراسة مقارنة وتطبيقية على مصر).

ظهرت التجمعات الصناعية و"نظرية التجمعات" في الآونة الأخيرة كسياسة اقتصادية رائدة مقبولة على نطاق واسع لزيادة الكفاءة الصناعية. تمثل العناقيد إحدى الاستراتيجيات التي باتت تعتمد عليها الكثير من الدول، والتي تقوم فكرتها على أساس كيفية تحقيق التنمية الاقتصادية عبر تطوير قاعدة المشروعات الصغيرة والمتوسطة، التي تمثل الأساس لاستراتيجية العناقيد الصناعية، من خلال خلق حلقة من الترابطات الإنتاجية ما بين هذه المشروعات ومؤسسات القطاع العام والخاص على حد سواء جميع المستويات والمؤسسات ذات الصلة. وتهدف هذه الدراسة إلى إبراز أهمية العناقيد الصناعية في حل المشكلات التي تواجه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، إثراء السياسات والآليات المعتمدة لتنمية وتفعيل دورها في التنمية الاقتصادية، وإعلاء الميزة التنافسية لها وذلك من خلال اتباع منهج التحليل الوصفي الاستنباطي، والذي يتماشى مع طبيعة الدراسة الحالية التي تهدف إلى عرض خصائص وسمات محددة عن مفهوم العناقيد الصناعية وتحليل عدد من الحالات التي تطبق هذا المفهوم، المنهج المقارن من خلال عرض دراسة الحالة للتعرف على طبيعة بعض النماذج للعناقيد الصناعية الموجودة بدول العالم، والمنهج التطبيقي من خلال تطبيق مفهوم العناقيد الصناعية على مصر للتعرف على طبيعتها بالنسبة لمصر وتطبيق ما رأيناه في الدول الأخرى من أجل تطوير وإنجاح الفكرة في مصر. وبعد دراسة ماهية استراتيجية العناقيد الصناعية، ودورها في تحقيق التنمية المستدامة، واستعراض التجارب الدولية لاستراتيجية العناقيد الصناعية والوضع في مصر؛ تم التوصل إلى العديد من الاستنتاجات أبرزها أن تلك التجمعات الصناعية تلعب دورا محوريا في دعم التنافسية من خلال علاج جوانب الاختلالات الهيكلية والمعوقات التي تواجه الصناعات الصغيرة والمتوسطة، أهمية العناقيد الصناعية ودورها في تحقيق التنمية الاقتصادية في العديد من اقتصاديات العالم، لما تحققه من مزايا من حيث الاستغلال الأمثل للموارد الاقتصادية للدولة ولمزاياها التنافسية، وزيادة الصادرات، والمساهمة في نمو المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وجذب مزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية، نجاح العناقيد الصناعية في أي دولة يتطلب تحقق علاقات تبادلية وتشابكية قوية بين القطاعات المختلفة.