شَهِدَ العالَمُ العديدَ من الصَّدمات الاقتصاديَّة النَّاجمة عن ظهور مشاكلَ جديدةٍ على التوالي لم يكنْ يعرفُها من قبل، كالبطالة والتضخُّم وغيرها، وهذا أدَّى إلى ظهور عدَّةٍ أفكارٍ اقتصاديَّةٍ مُختلفةٍ تُجسِّدها عدَّةُ مدارسَ مُختلفةٍ ظهرتْ في أوقاتٍ مُتتاليةٍ كانت تعملُ على تشخيص هذه الأزمات وعلاجها. وقد شكَّلت السِّياسةُ النقديَّةُ محورًا مهمًّا في هذه الأفكار، ومرَّتْ بمراحلَ عديدةٍ من حيث درجة تأثيرها على النشاط الاقتصاديِّ وفاعليَّة أثره، لذلك كان موقفُها مُختلفًا من حيث الأهمِّيَّة في هيكل سياسة الاقتصاد الكليِّ التي احتلَّت مكانةً كبيرة، حيث كانت الأداةَ الوحيدةَ المُعترَفَ بها كأداةٍ فعالةٍ لتحقيق مُحدّدات السِّياسة الاقتصاديَّة والانتعاش الاقتصاديِّ. ثم جاء كينز "إلى القرن العشرين لضمان أنْ تكونَ السِّياسةُ الماليَّةُ أكثرَ فاعليَّة، واستعادت السِّياسةُ النقديَّةُ مكانتَها في الخمسينيَّات من القرن العشرين على يد فريدمان، وازداد الاهتمامُ بالسِّياسة النقديَّة في الفكر الاقتصاديِّ الحديث، خاصَّة خلال الأزمة الماليَّة وعدم الاستقرار الاقتصاديِّ الذي شَهِدَتْهُ مُعظم دول العالم، وخاصَّةً الدول النامية في القرن الماضي."