الانعكاسات القانونية لتقنية البلوك تشين على عقد النقل البحري للبضائع "دراسة مقارنة" .

تحتوي تقنية البلوك تشين "Blockchin" على سلسلة من الكتل "Blocks" الرقمية المرتبطة ببعضها البعض، يسجل بكل كتلة منها "Block" كم هائل من المعلومات والبيانات التي تتم خلال فترة زمنية معينة، ويمكن مشاركة تلك المعلومات والبيانات بين أطراف متعددة على نحو آمن وشفاف ودون وجود طرف مركزي مسيطر. ويتم تأمين المعلومات والبيانات المخزنة على سلسلة الكتل باستخدام تقنيات متطورة من التشفير لحماية البيانات وضمان سريتها، وبالشكل الذي لا يسمح بتعديل أيًا من البيانات المسجلة على أيًا من الكتل إلا بتعديل جميع الكتل اللاحقة لها في السلسلة، وهو أمر يستحيل تصوره. وتمتاز تقنية البلوك تشين بعدم وجود طرف مركزي يتحكم في تشغيل وإدارة سلسلة الكتل، مع توافر مكنة مراجعة ومتابعة كافة المعاملات المسجلة في سلسلة الكتل من جانب كافة الأطراف، دون أن يكون لديهم القدرة على تحريفها والعبث بالبيانات المسجلة. ولقد أحدثت تقنية البلوك تشين تغييرات جوهرية فيما يتعلق بعملية إبرام عقد النقل البحري للبضائع، وذلك من خلال استخدام نظام العقود الذكية، التي تعد أحد أهم تطبيقات تقنية البلوك تشين. فتقنية البلوك تشين توفر بيئة رقمية آمنة لإبرام عقد النقل البحري للبضائع، تضمن عدم إمكانية تعديل بنود العقد التي تم الاتفاق عليها من قبل طرفي عقد النقل، مع توفير سجل موثق ودائم لعملية التفاوض والاتفاق على شروط عقد النقل، وذلك وفقًا للقوانين المعمول بها. ويكون للبلوك تشين أيضًا دور في التسهيل من عملية تنفيذ عقد النقل البحري للبضائع، وذلك من خلال تسهيل عمليات التخليص الجمركي، والشحن عن طريق الوثائق الإلكترونية المدعومة بالبلوك تشين، فضلًا عن القدرة على تسوية المدفوعات المستحقة بين طرفي عقد النقل باستخدام العملات الرقمية – البيتكوين "Bitcoin"- على شبكة البلوك تشين. وباستخدام تقنية البلوك تشين يمكن متابعة تنفيذ عقد النقل البحري للبضائع من خلال الاعتماد على السجلات الرقمية، والتي يتم تسجيل كافة الخطوات المتعلقة بتنفيذ العقد بها. كما يمكن التحقق من تسلم وتسليم البضائع من خلال تقنية إنترنت الأشياء التي يتم ربطها بالبلوك تشين. وعن طريق البلوك تشين أيضًا تسهل عملية تحويل ملكية البضائع المشحونة.