جريمة القرصنة البحرية .

تعتبر ظاهرة القرصنة البحرية, واحدة من اهم واعقد المشاكل البحرية التي تواجه الملاحة البحرية, وقد انتشرت جرائم الملاحة البحرية, علي نطاق واسع, فقد تصدرت القرصنة البحرية صحف الأبناء العالمية, وارتفعت وتيرة القلق مع ازدياد معدل عمليات القرصنة البحرية, علي الرغم من الاهتمام الدولي في مكافحة تلك الجريمة, الا ان جرائم القرصنه في تزايد مستمر لحد جعل عمليات القرصنة تصل إلى 40% من جرائم الملاحة البحرية. انتشار جريمة القرصنة في مناطق عديده في العالم وبصفة خاصة في شرق آسيا وكذلك في منطقة القرن الافريقي وخليج عدن والبحر الأحمر وفي مناطق اخري من العالم, وكانت علة تجريم القرصنة البحرية هي حماية الملاحة البحرية التي تعد من اهم المبادي السياسية للعلاقات الدولية, وتعد القرصنة بحرية جريمة دوليه منذ اقد العصور, وهي تشكل في الواقع العملي اعتداء خطير علي مبداء حرية الملاحة في البحار. أما عمليات القرصنة القديمة الحديثة والتي يرجع تاريخها إلى القرن السادس عشر وما بعد- كما تناولتها القصص والكتب والأفلام الروائية والتاريخية- فقد تواكب نشاطها مع ازدهار التجارة البحرية فازدهرت عمليات القرصنة خاصة وأن القراصنة كانوا مدعمين بسلطات قطاعية تضفي على غاراتهم الشرعية الرسمية، بل أن بعض الحكام والدول كانوا يقومون باحتضان كبار القراصنة ويهدوهم الأسلحة والمؤن مقابل قيامهم بتوفير الحماية لهم ولسفنهم، وكانوا يزودهم بوثيقة خاصة تعرف بـ "خطاب الضمان والاعتماد". ومن الأمثلة الشهيرة للقراصنة "هنري مورجان" الذي انعمت عليه ملكة بريطانيا بلقب سير وعينته حاكما لجامايكا -نتيجة لتعاونه من بريطانيا ومحاربة سفن أعدائها- لتصبج جامايكا بعدها ملجأ للقراصنة وقاعدة رئيسية لهجماتهم.