إذا كانت الجماعة البشرية قد ابتليت فى الوقت الحاضر بتزايد الجرائم الإرهابية وتنوعها وتزايد ضحايها، فإن ذلك لا يعنى أن الإرهاب كظاهرة لم يكن له وجود من قبل، فقد ﻋﺭﻓﺕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺭ ﻋﺼﻭﺭﻫﺎ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﺃﻭ ﺒﺄﺨﺭﻯ ظاهرة الإرهاب، من ﺤﻴﺙ كونه فعلاً ﻴُﺸﻜل تحدياً للسلوك ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﻭﻴﻡ ﻭخروجاً ﻋﻠﻴﻪ، فعرفت المجتمعات القديمة نماذج من الجرائم الإرهابية وقاست من ويلاتها، وإن كان ذلك فى أطر محددة، لا تقارن بما عليه الوضع حالياً. وقد اتسعت دائرة الإرهاب فى الآونة الأخيرة، وشهد العالم أجمع العديد من الأفعال والعمليات الإرهابية التى لم تقتصر فى آثارها على حدود الدولة الواحدة، بل امتد وانتشر الإرهاب ليشمل بلدان ودول أخرى قريبة فى حدودها أو بعيدة، وتزايد خطره ليهدد الأمن الدولى العام. ﻭلذلك أصبح الإرهاب ﻟﻪ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﺴﺘﺜﻨﺎﺌﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ، مما ﺃﺩﻯ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﺨﺘﻼفها إﻟﻰ إعطاء ﻅـﺎﻫﺭﺓ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﺭﻋﺎﻴﺔ ﺒﺎﻟﻐﺔ ﺘﻭﺍﺯﻱ ﻤﺎ ﻟﻪ من ﺨﻁﻭﺭﺓ، ﺤﻴﺙ ﺨﺼﺼﺕ ﻟﻬﺎ ﺃﺤﻜﺎماً ﺘﺸﺭﻴﻌﻴﺔ، ﻤﻨﻬﺎ ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ، ﻭﻤﻨﻬﺎ ﻭﺍﺭﺩﺓ ﻓـﻲ ﺜﻨﺎﻴﺎ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺒﻤﻭﺍﺩ ﻤﺘﻔﺭﻗﺔ.
', './data/mjle/coversheet/cover_ar.jpg'))
مشاهدة على SCiNiTO