مفهوم التشهير الإلكتروني والحماية القانونية الممنوحة للشخص.

كان من نتائج استخدام الوسائل التقنية الحديثة في مجال الاتصالات والمعلومات عبر الإنترنت، أن ظهرت أنواع جديدة من العلاقات القانونية تتطلب إعادة النظر في التشريعات الناظمة لوسائل الإعلام، وبصورة خاصة الوسائل المستحدثة منها، إذ أضحت هذه الوسائل تشكل في الواقع عملية إزاحة للوسائل الإعلامية التقليدية، الأمر الذي ينبغي أن يترتب عليه وضع تنظيم قانوني جديد يراعى الاختلافات بين وسائل الإعلام الإلكترونية ووسائل الإعلام التقليدية، والتي حددها البعض في طرق توزيع المعلومات الإلكترونية وطرق التعامل معها، ووسائل التعبير غير النصي وبيئة الاتصال الإلكتروني، بالإضافة إلى الأنماط الجديدة (1) لتنظيم المعلومات الإلكترونية .
وقد ترتب على استخدام تلك التقنيات العديد من الآثار السلبية، إذ استخدمت وسائل الاتصالات والبث عبر الإنترنت في الكثير من الأحيان بغرض الاعتداء على الأشخاص والمساس بكرامتهم والتجريح بهم، بالرغم من أن بعض هذه الاعتداءات تشكل جريمة يعاقب عليها القانون في بعض النظم القانونية، حيث يجد بعض الصحفيين أو مقدمي البرامج التلفزيونية، أو الأشخاص العاديون من خلال النشر في الصحف أو البث التلفزيوني الأرضي أو الفضائي، أو عبر منصات التواصل الاجتماعي الإلكترونية، فرصة سانحة للقيام القذف والسب والذم والتحقير لبعض الأشخاص والتجريح بهم، وهو ما يشكل في الحقيقة مساساً بسمعة الإنسان أو تشهيراً به.