وضع الحقوق الأساسية للطفل خلال الجَوَائِح الصحيةدراسة مقارنة بين القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإماراتي.

جوائح هي أزمات صحية عالمية يترتب عليها حدوث وفيات ومعانات صحية خطيرة وذلك على نطاق واسع. وتؤثر الجوانح على كافة أفراد المجتمع، إلا أن تأثيرها يكون أشد وأقسى على الفئات الضعيفة في المجتمع؛ ككبار السن وذوي الإعاقة والأطفال. فتؤثر الجوائح على العديد من حقوق الطفل؛ وفي مقدمتها الحق في الحياة، والصحة، والرعاية والحماية من العنف والاستغلال، والتعليم. فتُسبب الجوائح آثارا قانونية كبيرة على حقوق الطفل، إذ أنها عندما تحدث، تضطر الحكومات إلى اتخاذ العديد من القرارات والتدابير القانونية والإجراءات الاحترازية لمواجهتها ولحماية السكان، ولكن هذه القرارات والتدابير والإجراءات قد تؤثر على حقوق الطفل، لا سيما وأن الطفل فئة عمرية تعتبر ضعيفة تحتاج إلى حماية ورعاية خاصة. ولهذا، تشكل الجوائح تحديًا كبيرًا للحفاظ على حقوق الطفل. فعلى سبيل المثال، يؤدي إغلاق المدارس، وتعليق الدروس، إلى تأثير سلبي على حق الطفل في التعليم، خاصةً في الدول النامية التي لا تستطيع أن توفر تعليما عن بعد. كذلك، يمكن أن تؤثر الجوائح أيضًا على حقوق الطفل في الحماية والرعاية؛ فتؤدي الظروف الصعبة الناتجة عن الجوائح إلى زيادة حالات العنف المنزلي وسوء المعاملة للأطفال، كما أن وضع القيود على حق التنقل يؤثر على حق الطفل في التواصل الاجتماعي والتفاعل مع الآخرين، وهو أمر أساسي لنمو شخصية الطفل وتعزيز قدراته الاجتماعية والنفسية. كما تنتج عن الجوائح آثار سلبية خطيرة على الاقتصاد، ومن ثم، زيادة نسبة الفقر والبطالة، وهذا بدوره يؤثر على حق الطفل في المعيشة الكريمة. ولهذا، فإن هناك حاجة أساسية وضرورية للتأكيد على حقوق الأطفال أثناء الجوائح، لأنهم يكونون الأكثر عرضة للتمييز والإهمال والتعرض للعنف والاستغلال، ويحتاجون إلى حماية ورعاية اجتماعية ونفسية خاصة.