أثر الأنشطة الاقتصادية غير الرسمية على تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر (دراسة مقارنة).

تأثر الاقتصاد العراقي بجملة من العوامل التي تغيرت من شكل أنشطة هذا الاقتصاد من زمن لآخر، إذ بات من المقبول عمومًا القول بوجود نطاق واسع ومتنامي من الأنشطة التي تتم خارج الاقتصاد الرسمي في العراق، إذ لا يتم تسجيل مثل هذه الأنشطة من خلال نظام حسابات الدخل القومي، والذي أصبح المعيار المقبول والأهم في جميع دول العالم، ويثير وجود وزيادة الاقتصاد الخفي في عدد من المخاوف الأساسية التي تمثل أزمات اقتصادية للبلد، خصوصًا إذا ما تم تقييم الظروف الاقتصادية والاجتماعية للأفراد والأسر المعيشية بطريقة متحيزة وغير متفقة مع الإحصاءات الرسمية، لذا قد يخفي العدد الرسمي للعاطلين عن العمل حقيقة أن جزء منهم يعملون فعليًا ويتلقون دخلًا مناسبًا مع تسجيلهم كعاطلين، ونتيجة لذلك، من المرجح أن تكون السياسات الاقتصادية الكلية توسعية بشكل مبالغ فيه، كما أن السياسة الاجتماعية ستكون مفرطة جدًا، ويعبر اقتصاد الظل أو الاقتصاد الخفي عن فقدان إيرادات الضرائب، لأن الأنشطة السرية تلتف بطرق عدة على قوانين الضرائب. الأمر الذي يعد مؤشرًا على حالة غير صحية بين المواطنين والحكومة والاقتصاد ككل على حد سواء.