مسؤولية المراقب الجوي عن سلامة الحرکة الجوية "دراسة إحصائية حول أسباب حوادث الطائرات في العالم ونسبة أخطاء المراقبة الجوية فيها"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

دکتوراه في القانون التجاري کلية الحقوق – جامعة أسيوط

المستخلص

إطلالة على وظيفة المراقب الجوي ومراحل تطورها في الحرکة الجوية
أصبح النقل الجوي منذ عشرينيات القرن الماضي أحد أهم الاستراتيجيات الاقتصادية والأمنية والسياسية التي تشغل بال کل دولة, وتعمل جاهدة على تطوير منظومة النقل الجوي والوصول بها إلى أعلى درجة من درجات السلامة والأمان, بل أصبح النقل الجوي أحد أهم مفاتيح الدولة للتعبير عن علاقاتها واقتصادياتها ومکانتها بين الدول الأخرى, کما تلعب سلامة الحرکة الجوية دورًا بارزًا في مساندة الدولة في رسم سياساتها والمحافظة على استقلالها وسيادتها, فضلًا عن تحقيق أمانيها في الوصول إلى تحقيق أهدافها من وراء صناعة النقل الجوي.
وفي بداية الأمر, اعتمدت سلامة الحرکة الجوية اعتمادًا شبه کلي على قائد الطائرة مستندًا في ذلک على خبرته في القيادة ودراسته للاتجاهات والمواقع ومعرفته بالأحوال الجوية حتى يصل إلى نقطة الوصول بسلام, ولقد ساعده في إنجاح مهمته في ذلک الوقت, قلة الطلب على النقل الجوي قبل الازدهار الصناعي وما تبعه من ازدهار اقتصادي بعد ذلک أدى إلى تشعب العلاقات التجارية بين الدول واعتبار العالم دولة واحدة, رغم احتمالات الخطر المحتملة على سلامة الحرکة الجوية في تلک الفترة.
من أجل ذلک بات من الاستحالة أن ينفرد قائد الطائرة بکل مهام القيادة, مما أفسح المجال إلى ظهور العديد من المساعدين له, منهم من يتبعه فنيًا, ومنهم من يتبعه إداريًا, ومنهم من هو مستقل عنه تمامًا ولا يعمل تحت إشرافه أو إدارته, فظهر ما يعرف بفريق عمل الطائرة المکون من, قائد الطائرة ومن هم تحت إشرافه وإدارته من جهة, وعمال مراقبة الحرکة الجوية المسئولون عن توجيه الطائرات من جهة أخرى, وأصبح قادة الطائرات أکثر اعتمادًا على مراقبة الحرکة الجوية من ذي قبل, وأصبحت الطائرات تمخر عباب الجو جيئة وروحة بسهولة وأمان بفضل ما أولتها به مراقبة الحرکة الجوية من رعاية واهتمام([1]).
ولم تکن الطلعات الجوية الأولى في بداية عهد الطيران کثيفة ولا حتى شائعة, لذا کان الطيارون والمتنبئون الجويون هم من يقرر الإقلاع أو لا, ولکن مع تطور السفر جوًا بداية العشرينيات برزت الحاجة إلى تنظيم تلک الحرکة الجوية ومن هنا ظهرت أبراج المراقبة الجوية, وظهر کادر لا يقل عن الطيارين أهمية, وهم المراقبون الجويون الذين يقع على عاتقهم تنظيم حرکة الطائرات في الجو ومنع حدوث أي تصادم جوي قد تنجم عنه کارثة لا تحمد عقباها([2]).
ومن ثم أصبحت المراقبة الجوية ضرورة ملحة بداية مع بدايات الطيران حيث اتضح لصناعة الطيران أن کثرة الآلات الطائرة والسريعة تستدعي تنظيمها بسن بعض القوانين والتي تکفل سلامة تلک الآلات ومن تقله على متنها, واشتدت الحاجة إلى تنظيم أکثر مع کثرة الطائرات العسکرية والمدنية ومع تطور عبور الطائرات لبعض البلدان حيث أصبحت الحاجة ملحة لوجود قانون دولي يوفر الخدمات للطائرات([3]).