التزامات أطراف عقود الاشتراكات في خدمة الإنترنت.

شهد العالم في نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحالي تطورا كبيرا في وسائل الاتصالات الحديثة وتكنولوجيا المعلومات وقد ساعد هذا التطور المستمر علي إيجاد روابط أكثر سرعة وأقل تكلفة بين الأفراد في شتي بقاع العالم وأصبح من الطبيعي أن يستخدم الانسان هذه الوسائل الحديثة في التعبير عن إرادته وقد بدأ الانسان علي نحو متسارع يخطو خطوات متلاحقة نحو إبرام معاملاته وتصرفاته القانونية باستعمال تلك الوسائل الإلكترونية الحديثة وعلي رأسها الإنترنت، وهذا ما كان سببا رئيسيا وراء انتشار طائفه جديدة من العقود أطلق عليها العقود الإلكترونية نسبة إلي الوسيلة الإلكترونية المستخدمة في ابرامها ومنها عقود الاشتراكات في خدمة الإنترنت والتي تقوم علي اتفاق بين طرفين يتمثل الطرف الأول في مقدمي أو مزودي الخدمة وهي شركات الاتصالات التي تقدم خدمة الإنترنت أما الطرف الثاني فهم المشتركين في هذه الخدمة الذين يقومون بدفع الأجر المتمثل في مبالغ الاشتراكات, وتتقابل هذه الالتزامات فيما بينها بحيث يكون أداء كل طرف فيها لالتزاماته مرتبط ارتباطا وثيقا بأداء الطرف الآخر لالتزاماته وهذا البحث يوضح لنا أهمية وفعالية الموضوع الذي تناولته الدراسة وذلك من خلال مبحثين رئيسيين، جاء في المبحث الأول الحديث عن أهم الالتزامات التي يلتزم بها مزودي أو مقدمي الخدمة تجاه المشتركين ومنها الالتزام بتقديم الخدمة وتوصيلها إلي المشتركين وكذلك التزامهم بإعلام المشتركين، والتزام مزودي الخدمة بتوفير خدمة المساعدة الفنية للمشتركين، أما الالتزام الأخير فهو التزامهم بتقديم النصيحة وتبصير المشتركين، أما المبحث الثاني فقد أوردنا فيه التزامات المشتركين نحو مزودي الخدمة ويتمثل في التزامهم بدفع المقابل المالي المتمثل في مبالغ الاشتراكات وكذلك التزام المشتركين بالتعاون وأخيراً التزامهم بسرية التعامل.